عندما تذكر اسم يوسف بلخوجة للمغاربة عامّة والوداديين خاصّة، لن تسمع إلا عبارات إيجابية وصفات جعلته محبوبا لدى الجميع، إذ تأثر الجميع حين وافته المنية في "الديربي" البيضاوي في نصف نهائي كأس العرش المغربي، وكان ذلك يوم الـ29 شتنبر في سنة 2001.
في مثل تاريخ اليوم من سنة 2001، كانت الأمور عادية جدا، استعد فيه أنصار “الأخضر” والأحمر” لتسعين دقيقة حملت بين طياتها ذكرى لم تنس بعد؛ انطلقت المباراة وكل شيء فيها حماسي، تدخّلات اللاعبين وهتافات الأنصار، حيث توالت الدقائق والكل على أعصابه، والفكرة واحدة، من سينتصر في لقاء الإخوة “الأعداء” وسيتأهّل إلى نهائي كأس العرش.
الوداد منتصر بهدف نظيف وجماهيره منتشية بفوز تاريخي، والكرة في وسط ميدان الفريق، تمريرة إلى الجهة اليسرى وإخراج للكرة من طرف مدافعي الرجاء للركنية، ثم توقّف للمباراة بسبب سقوط يوسف بلخوجة على مقربة من مربع العمليات، في لقطة ظن الجميع أن زكرياء عبوب تسبّب في وقوع الراحل، لقطة ظهرت عادية وكأنها صراع على الكرة، في حين أن الموت أحاط بالملعب واختار الاستقرار في جسد بلخوجة وسط ذهول الجميع، ومطالبة كل الواقفين إلى جنبه بحضور المسعفين لنقله إلى أقرب المستشفيات.
تواصلت المباراة دون أي مستجد عن حالة المرحوم، ظنا من الجميع أنه سيتعافى من إصابته وسيعود على أبعد تقدير في المباراة الموالية، لكن الأقدار فضّلت ألا تكون رحيمة بعائلة اللاعب الصغيرة والكبيرة، وأوقفت مسيرة لاعب توفي وهو يحمل قميص كرة قدم بسبب توقّف قلبه عن العمل، لينتهي الديربي بقصة حزينة طبعت تاريخ الديربيات بين الناديين.
أزقّة مدينة القنيطرة شهدت بزوغ نجم النادي القنيطري السابق، حيث التحق بمدرسة الفريق ولعب في كل فئاته، قبل أن يلتحق بنادي الوداد سنة 1999، ويلعب أوّل مباراة معه يوم 26 شتنبر من العام نفسه أمام الاتحاد البيضاوي، فيما حمل قميص المنتخب الوطني صيف 2001، وسجّل أوّل حضور له أمام المنتخب الكيني في تصفيات كأس أمم إفريقيا، وانتهت بالتعادل في "ويندهوك" بهدف لكل منهما؛ كما كان مقررا أن يشارك في المعسكر التدريبي للاعبين المحليين يوم الثاني من أكتوبر، أي بعد يومين من وفاته.
جماهير الوداد بادرت سنة 2011 في إحدى مباريات دوري أبطال إفريقيا أمام الأهلي المصري إلى تكريم اللاعب الراحل، ولم تنس ما قدّمه بلخوجة لفريقها، حين رفعت الوينرز "تيفو" بعنوان: "نم في سلام نومة الأبطال .. فذكراك مفخرة لكل الأجيال"، وهي الرسالة التي تبرز قيمة اللاعب الكروية وأيضا الإنسانية، باعتباره واحدا من اللاعبين الخلوقين على الصعيد الوطني، لتنتهي مسيرة بلخوجة من حيث انطلق.. من الملعب وغادر من الرقعة نفسها التي أراد أن يكون نجما فيها ذات يوم.