إنتقلت إلى عفو الله عائشة لخويدمي و في رحيل المرأة تودع الرجاء و كرة القدم الوطنية أقدم كاتبة إدارية في ناد رياضي لم يمهلها المرض، و سلمت الروح لباريها مخلفة صدى طيبا و رصيدا مما قامت به في إطار الواجب و في صباح ذاك الأربعاء كانت الرجاء حزينة و هي تودع بنتها و خديمتها الوفية عائشة و الرجاويون و جماهير الكرة ممن عرفوها تلقوا النبأ بأسى و حسرة
عائشة من مواليد 1952 بالحي المحمدي من عائلة وطنية. والدها المحجوب بن السباعي لخويدمي مقاوم شهيد ، بعد مسار الدراسة دخلت المعهد الملكي لتكوين الأطر حيث تلقت تكوينها الإداري و الرياضي ، و في مطلع الثمانينيات إلتحقت بمديرية الرياضات بوزارة الشباب و الرياضة و ساهمت في تنظيم تظاهر دولية في الدار البيضاء الألعاب المتوسطة و الألعاب العربية و الفرنكوفونية و رصدتها عيون رجاوية في الوزارة الوصية الأستاذ عبد اللطيف السملالي و عبد العزيز لمسيوي و تم إلحاقها بنادي الرجاء حيث عبد القادر الرتناني رئيسا و صلاح الدين مزوار مديرا ل الرجاء و النادي في فترة تطوير و توسيع إدارته ، و كانت بداية عائشة كاتبة إدارية لتستمر أربعين سنة تحولت فيها هذه المرأة عاشقة ل الرجاء مهووسة بنتائجها و تحولاتها و كانت بذلك في زمن الهواية أول منخرطة توزع حياتها بين البيت و المكتب و الملعب عائشة تعيش لحظات النشوة و الإرتفاع الروحي مع الانتصار و تنزوي على نفسها تسكن حزنها عند الإنكسار ، و أريد ل عائشة أن ترافق الرجاء في إدارتها و تشهد مختلف الإنجازات حيث عاشت الفوز ب سبعة و عشرين لقبا ضمنها جميع ألقاب البطولة من 1988إلى 2020 ، و خمسة ألقاب في كأس العرش و الألقاب القارية و المغاربية كما كانت ضمن حدث مونديال الأندية و إشتغلت عائشة مع عشرة مكاتب مسيرة في مكاتب :
عبد القادر الرتناني امحمد أوزال عبد الله غلام أحمد عمور عبد السلام حنان عبد الحميد الصويري محمد بودريقة سعيد حسبان جواد زيات و رشيد بن إبراهيم أندلسي و رافقت زملاءها في الإدارة : صلاح الدين مزوار مستقيم وعدودي محمد أولحق محيي الدين عبد القادر السعداوي أمسهول نصر الدين سعيد بوزرواطة محمد الناصيري عز الدين العلمي عزيز القلقولي أمينة التواي ليلى لمياء العبادي عزيزة و ظلت عائشة متميزة بحضورها الوازن بالكفاءة و الثقة و التفاني و نكران الذات أمينة على أسرار إدارة الرجاء من مكتبها و أناملها تعبر المراسلات الصادرات و الواردات مع مختلف المؤسسات كما كانت في تواصل يومي مع اللاعبين من مختلف الأجيال و مؤطريهم مغاربة و أجانب ، و تساهم في تنظيم الجموع العامة و كذا الندوات الصحفية تتحمل محاولة لإسعاد الجميع مما جعلها شاهدة على مسار الأحداث و التحولات ، و مع توالي السنوات إرتبط إسم عائشة لخويدمي ب الرجاء ، و حظيت بثقة مختلف المكونات ، بالحب والتضحية و الوفاء و في الثلاثين من يونيو 2004 كرمها جلالة الملك بوسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الأولى لما أسرته في عملها كما حظيت بتكريمات في عدة مناسبات
و هكذا و في وقت يستعد فيه مكتب الرجاء لعقد الجمع العام ، و الإدارة تهيئ المناسبة و عائشة و سط الأشغال داهما الألم و لم يمهلها ، و لبت نداء الرفيق الأعلى و في رحيل المرأة تفقد الرجاء واحدة من ركائز إدارتها رحلت بصمتها المعهود ، إمرأة إدارية فريدة زمانها لمعت في مدار ذكوري، أحبت النادي و إنخرطت في قضاياهبالثقة في النفس و الحزم و الثبات و تميزت بشخصية محملة بالصفات الإنسانية التي جعلت منها سيدة رائعة لا تعوض
عائشة الرجاء قالت وداعا و هي تبتسم ، رافقت النادي بمكوناته منخرطة بصدق الأحاسيس و الوجدان و باذلها الجمهور الحب و الإحترام و التقدير عائشة وداعا أنت في القلب و في الذاكرة