تواصل التحقيقات التي باشرتها السلطات القضائية البلجيكية الإطاحة بمجموعة من الأسماء، المتورطة في قضايا فساد وتزوير وتبييض للأموال، هزت كرة القدم البلجيكية، من بينها رئيس اتحاد الكرة، المهدي بيات، ومسؤولين سابقين في نفس الجهاز الكروي.
وأقدم الاتحاد البلجيكي لكرة القدم على تجميد نشاط مدرب حراس مرمى المنتخب الأول، إروين ليمنز، الذي اشتغل في طاقم المدرب الحالي للرجاء الرياضي، مارك فيلموتس، عندما كان الأخير مدربا للمنتخب الأول، وذلك بسبب التجاوزات الخطيرة التي رافقت التعاقد معه، والتي فضحها وكيل الأعمال الصربي، ديجان فيلكوفيتش، الذي عقد صفقة مع الادعاء العام، تقضي بكشفه لجميع الأسرار المرتبطة بملفات فساد كرة القدم البلجيكية، مقابل تمتيعه بأقصى ظروف التخفيف، إذ تم الحكم عليه بخمس سنوات سجنا مع وقف التنفيذ، وغرامة مالية قدرها 80 ألف يورو مع وقف التنفيذ، مع مصادرة مبلغ 4 ملايين يورو، حصل عليها الوكيل الصربي من عمولات وطرق ملتوية وغير قانونية.
واعترف الوكيل الصربي فيلكوفيتش، الذي اشتغل لأزيد من 23 سنة داخل بلجيكا، بمشاركة أعضاء بارزين جدا بالاتحاد البلجيكي للكرة، في التعاقد مع مدرب الحراس أروين ليمنز بطرق ملتوية، مبرزا أنه تم الاتفاق على تحويل ليمنز لمبلغ معين لصالح شركة "بينيوغ"، التي يملكها الوكيل الصربي والموجودة في قبرص، على أن يقوم فيلكوفيتش بفوترة المبالغ المستحقة على الاتحاد البلجيكي، غير أن الأخير وعوض تحويل المبالغ المالية لشركة "بينيوغ"، قام بتسديدها لمدرب الحراس إروين ليمنز.
وكشف فيلكوفيتش أن مسؤولي الاتحاد البلجيكي عمدوا بعد ذلك إلى توقيع عقد ثان مع ليمنز سنة 2015 يعوض العقد الأولي الذي وقع في 2013.
وفتح الادعاء العام ببروكسيل التحقيقات مع 57 شخصا، وردت أسماؤهم في الفضيحة التي باتت تعرف ب "فوت غيت"، من بينهم المدرب السابق للمنتخبين الجزائري والتونسي، جورج ليكنز، الذي اتهمه الوكيل الصربي فيلكوفيتش، بالحصول على عمولة تصل إلى 10 آلاف يورو، من انتقال اللاعب المقدوني إيفان تريشوفسكي، إلى نادي إف سي بروج البلجيكي، عندما كان يدربه ليكنز.
وخرج ليكنز لينفي الأمر جملة وتفصيلا، مؤكدا أنه قطع علاقته بالوكيل الصربي نهائيا سنة 2012، مبرزا أن دافع فيلكوفيتش هو الانتقام، لأنه لم يكن يعتمد على اللاعب المقدوني، الذي كان فيلكوفيتش وكيلا له.
وتورط ديجان فيلكوفيتش في عدة قضايا فساد هزت الكرة البلجيكية، كتلك التي تفجرت أواخر سنة 2018، بعد أشهر قليلة من تألق المنتخب البلجيكي في مونديال روسيا.
وورد إسم موغي بايات وديجان فيلكوفيتش بشدة في التحقيقات، وهما من كبار وكلاء اللاعبين الأكثر نفوذا في أوساط كرة القدم البلجيكية، وحامت حولهما شكوك في تورطهما في مجموعة من العمليات الغير قانونية لانتقال اللاعبين، وبعمولات غير مصرح بها من أجل التهرب من الضرائب.
ووجهت إلى فيلكوفيتش تهمة عدم التصريح بعمولات، وتمرير تعويضات على شكل نفقات إضافية. كما أن هذا الأخير تورط، حسب النيابة العامة، في الغش في لقاءين (أنتويرب ضد أوبين ومالين ضد واسلاند بيفيرين) نهاية موسم 2017 – 2018 من أجل تمكين نادي مالين من تفادي النزول إلى دوري الدرجة الثانية، حيث اتصل فيلكوفيتش بلاعبين من فريق واسلاند بيفيرين ومع حكم مباراة أنتويرب وأوبين، من أجل التأثير على نتائج المباراتين.
وفي إطار هذه العملية، التي شارك فيها 184 شرطي، تم اعتقال عدد من الوجوه البارزة في كرة القدم البلجيكية على رأسهم هيرمان فان هولسبيك، المدرب السابق لأندرلخت، وإيفان ليكون مدرب نادي بروج، واثنين من أفضل الحكام البلجيكيين، سيباستيان ديلفيريير وبارت فيرتينتن، وكذا لاعبين من فريق واسلاند بيفيرين.
وحسب النيابة العامة، فإن المداهمات شملت تسعة أندية من قسم النخبة من بينهم الخمسة الكبار (أندرلخت، إف سي بروج، ستاندار دو لييج، جينك، وغينت)، وكذا أندية في الخارج وخاصة بفرنسا واللوكسمبروغ، وقبرص، ومونتينيغرو، وصربيا ومقدونيا.