اليوم ذكرى رحيل عبد المجيد ظلمي و قد مرت خمس سنوات عن الوداع و لاشيئ غير الصمت وحدها العائلة و الأوفياء من الأصدقاء و رفاق الدرب توقفوا بدعوات الرحمة و إستحضروا محطات في تاريخ السي عبد المجيد المبدع قيمة و قامة …
نعم لن ننسى مساء الخميس سابع وعشري يولوز قبل خمس سنوات ، في غفلة منا و من الزمن ودعنا ظلمي ، ترجل عن صهوة الحياة و غادر و تركنا في خندق الحزن …
و رغم توالي السنين يصعب الحديث عن ظلمي و تقول كان لأنه باق بيننا و فينا …ظلمي فريد زمانه نموذج مدرسة كروية هاوية مقرونة بالعشق و الرغبة و الإبداع الصادق …مدرسة الفضاءات الفارغة في الدروب و الحواري ب درب السلطان ، لارميطاج ، الشيلي و غيرهم . رصده الأب محمد رحيمي يوعري في الزنقة بين أقرانه و نقله إلى ملعب الوازيس و الفتى عبد المجيد محمل بأدوات تقنية و زاد كروي نهله من الأحياء و تابعنا ما قدم من عروض فنية راقية خلال عشرين سنة بين 1971 و 1992 ضمن الرجاء و جمعية الحليب حيث عاش الاغتراب و المنتخب الوطني ، و عايش أجيالا من اللاعبين ، كان ضمن المنتخب الفائز بالكأس الوحيدة في ال كان 1976 و المنتخب الذي عبر إلدور الأول بنجاح في مونديال 1986 ، أتسعت مساحة شعبية إسمه في ربوع البلاد و دوليا ، بقامته المتوسطة و قوة بنيته و ذكائه تفوق على منافسيه في المعارك و النزالات الكروية أرضا و في الهواء و بمراوغاته المعطرة بالفن و الدكاء و الدهاء….و بسلوكه المميز و شخصيته الوازنة حضي بشرف التكريم بجائزة الروح الرياضية من منظمة اليونيسكو في 1992 …
ظلمي فريد زمانه ، شاعر يكتب فوق العشب ، حكيم صامت كان له جمهوره المثيم و المسكون بفنون الكرة لأن طلعي لم يكن شخصا عاديا أو لاعبا عابرا جعل بموهبته المتابعين ينتقلون من متفرجين إلى عاشقين ، ربط علاقة حميمية مع الكرة يلاطفها و القدمين و الرأس ، ترتاح على صدره و تطوعه ، و إختار الإمتاع في الملاعب والصمت خارجها … و ظل هكذا هادئا حتى عند الرحيل و هو يتأهب لأداء مناسك الحج ، يعد العدة عاد إلى البيت في الخميس المعلوم يرتاح في فترة قيلولة ، نام و حاول إبنه حمزة إيقاضه ففوجئء به و قد ودع !!! حكيم صامت !!
ظلمي ….هل تسمعني ؟ .. لماذا هذه العجالة ؟ تغادر في زمن تحتاج فيه كرتنا مبدعيها من طينتك !!! نعم هو الأجل المحتوم و لا راد لقضاء الله و قدره …
تستحضر الكرة إسمك و مسارك ضمن تاريخ مجيد للأسف لم يحظى بقراءة متأنية ، جيل خدم كرة القدم المغربية في زمن الهاوية …جيل بارع في نحث الأحاسيس ، محمل بمشاعر عميقة ..
السي عبد المجيد ، تحية عز و إحترام و كبرياء …. نموذج اللاعب الراقي إلى قمة الإبداع … سلام عليك أيها الرياضي الفنان و الإنسان … و نجدد المواساة و العزاء ل عائلة ظلمي و للزوجة الكريمة ليندا و الأبناء عثمان - ألماز - شيرين و حمزة …شكرا لما تحملت و ما أنتجت في الملاعب حيث كنت تضرب موعدا لآلاف العيون في نهاية كل أسبوع بأسلوبك الكروي المتفرد …
السي عبد المجيد ، بكل الحب و الوفاء نقف في ذكراك و أنت حاضر بيننا ….لن ننساك ….أنت في القلب و في الذاكرة .