ما زال فيروس كورونا يلقي بظلاله السلبية على مختلف جوانب الحياة، بما فيها عالم الرياضة وكرة القدم، إذ عانى بعض اللاعبين من تداعيات الفيروس التاجي وتأثيره المباشر على حياتهم، وترك تأثيرات طويلة الأمد على بعضهم الآخر ومنهم نجوم كبار.
وربطت تقارير بين إصابة اللاعبين بالتهاب في القلب وبين الإصابة بكورونا، وهو أمر له خطورة كبيرة، ويُعَدُّ ثنائي المنتخب الغابوني، لاعب أرسنال، بيير إيمريك أوباميانغ، ولاعب نيس، ماريو ليمينا، اللذينِ لم يتمكنا من المشاركة مع منتخب بلادهما في كأس أمم إفريقيا، من أبرز اللاعبين الذين ارتبطت لديهم الإصابة بالتهاب في القلب بالإصابة بكورونا.
وبحسب المدير الطبي للاتحاد الفرنسي لكرة القدم، إيمانويل أورانت، فقد أظهرت إحصائية في شهر دجنبر 2020، أن 2.2% من 350 لاعباً أصيبوا بالفيروس عانوا من مشاكل في القلب، لكنها كانت جميعها معتدلة واختفت في غضون أسابيع قليلة، رافضاً ربط جميع الحالات التي ظهرت فيها مشاكل في القلب بالفيروس.
ويمكن للاعبين العودة إلى الميدان بمجرد التحسن من الإنفلونزا، أما في حالة الإصابة بكورونا، فقد يضطر بعض اللاعبين إلى المكوث في المستشفى إذا طال الفيروس الرئتين والجهاز التنفسي، لكن التأثيرات باتت أقل حدة في المتحور الجديد "أوميكرون".
كما برزت حالات عدة، في وقت سابق، لم يُسمَح فيها للاعبين بالعودة إلى الملاعب رغم صدور نتيجة سلبية للفحوصات، منها غياب لاعب بايرن ميونيخ، جوشوا كيميتش، الذي رفض في البداية تلقي اللقاح، وابتعد عن الملاعب لشهرين بسبب تلف في الرئة، وأمضى حارس نيوكاسل، كارل دارلو، 3 أيام في المستشفى، ونُقِلَ لاعب مونبلييه، سالومون جونيور سامبيا، إلى العناية المركزة، ولم يبدأ لاعب نانت جان كيفن أوغوستان مباراة مع الفريق الأول منذ 2019 بسبب عدم تماثله للشفاء لفترة طويلة!
وعانى لاعب يوفنتوس، الأرجنتيني باولو ديبالا، من ضيق في التنفس عقب إصابته عام 2020، واحتاج نجم باريس سان جيرمان، الأرجنتيني ليونيل ميسي، إلى وقت أطول من المتوقع للتعافي بعد إصابته بالفيروس خلال عطلة الأعياد نهاية العام الماضي 2021، في مسقط رأسه في روزاريو.
وكشفت كذلك دراسة في جامعتي دوسلدورف الألمانية وريدينغ الإنكليزية شملت 257 لاعباً في الدوريين الألماني والإيطالي لكرة القدم، عادوا إلى الملاعب بعد معاناتهم من الإصابة، تأثر مستوى أداء اللاعبين؛ إذ انخفض معدل نجاح اللاعبين في التمريرات بنسبة 5%، كما أن الفيروس أثر بشكل أكثر خطورة على اللاعبين الذين تزيد أعمارهم عن 30 عاماً، وأشارت الدراسة إلى أن الأندية التي شهدت أكبر عدد من الإصابات، كانت نتائجها أسوأ من منافسيها بعد شفاء لاعبيها.
وذكر مدير قسم الاقتصاد في جامعة ريدينغ وأحد المشاركين في الدارسة، جيمس ريد، أن النتائج تشير إلى تغير دائم في قدرات اللاعبين، كما أن عدم تطعيم معظم اللاعبين يُعد عاملاً معقداً.
يُذكَر أن العديد من المدربين أعربوا عن مخاوفهم من حدوث آثار قصيرة ومتوسطة المدى لكورونا، منهم مدرب منتخب فرنسا ديدييه ديشان.