إن كان للمغاربة همٌ في مباراة يومه الثلاثاء بين باريس سان جيرمان وريال مدريد، إنما مشاهدة نجمهم في المنتخب الوطني المغربي أشرف حكيمي، الذي أضحت بفضله تسود موجات فرح استثنائية كلما انبرى لتسديد ضربة حرة مباشرة، ولسان حال المغاربة يصيح في الآن ذاته: "حان وقت استلام المشعل في حديقة الأمراء من نيمار وميسي".
إبن مدينة وادزم، سيكون أمام موعد مع فريقه السابق ريال مدريد الذي فضل داني كارفاخال عليه وباعه إلى إنتر ميلان عام 2020، قبل أن ينتقل منه في الصيف الماضي إلى باريس، ويصبح أحد أبرز الأسماء التي يمتلكها الفريق الباريسي، فضلاً عن وجوب الإستعانة بسرعته الفائقة ونزعته الهجومية، في مواجهة مهاجم الريال السريع والمراوغ، البرازيلي فينيسيوس جونيور والذي سجل 15 هدفًا هذا الموسم، ويبحث عن المزيد لتحطيم الأرقام القياسية.
في آخر مباراتين جمعت بين حكيمي وفريقه السابق، كان اللاعب حينئذٍ يحمل قميص إنتر ميلان، والإرتباك كان واضحاً على محياه، فلم يمتهن "أسد الأطلس" لا الدفاع ولا التهديف، بل خرج من المباراة مصيباً أنتونيو كونتي وجماهير النيراتزوري بحسرة مضاعفة.
وما يفسر هذا الإرتباك، هو محاولة حكيمي الظهور بوجه مشرف أمام الميرينغي، الذي لم يكثرت لما حققه من أرقام مع بوروسيا دورتموند ولا من إنجازات مع إنتر ميلان، وعند كل لقاء بينهما، كان الحظ يعاكسه في فرصة إثبات الذات. وعلى الرغم من ذلك، فإن الريال لطالما كانت لحكيمي أول كتاب كروي فتح عيناه عليه، ويكفينا التأكد من ذلك من خلال آخر تصريح له خص به صحيفة ماركا، وبدون شعور، تحرك لسانه قائلاً: "إن الريال دائماً في قلبي". لكن منطق كرة القدم الذي أضحى تجارياً بكل المقاييس قد يحول دون تقديم حكيمي فروض الطاعة والولاء للنادي الملكي حينما يتجدد اللقاء. الضغط قد يتمخض، وقد ينجب صراع العاصمتان نسخة متحورة من ابن وادزم، معززة بحقن كتالونية من جلاد الريال لسنوات.