/ محمد أبوسهل /
لفظ الحاج المهدي ملوك أنفاسه و سلم الروح لباريها عقب عملية جراحية خضع لها بقلب مفتوح في المصحة ، و في وداع اليدسي المهدي نجم آخر رحل ، دخل المصحة راجلا و يغادره في صندوق …
إشتد الألم ، و تعذر على القلب التحمل و توقف …و ترجل المهدي عن صهوة الجواد و إنتقل إلى عفو الله بعد صراع مع الألم لفترة وجيزة…
المهدي ملوك رأى النور سنة 1953 من عائلة تمتد جذورها إلى عمق الجنوب … أولاد برحيل نشأ و ترعرع في منطقة- الشابو - في الحي المحمدي ضمن جيل غني بالإبداع …جيل عايش الحركة الوطنية في كاريان سانطرال ، وسط النضال ، الحلقة المسرح …جيل الطاس ، الغيوان ، تكدة ، و التعبيرات الفنية …كانت بداية المهدي لاعبا في الحي في فريق الترجي و منه نقله أب الأجيال العربي الزاولي إلى مدرسة الإتحاد البيضاوي …و سط دخان المعامل و دور الصفيح ، و برز المهدي مدافعا موهوبا وسط تركيبة نادرا ما يجود الزمان بمثلها : مازي - الغزيويني- عبد الخالق - يمان - ديفاع- فرحات - بؤسا الصغير - نومير - كريمو - قاسمي - الصفوي - عبد الرحيم و غيرهم ممن حملوا قميص الطاس في زمن جميل
و في الطاس رصدته عيون المدرب مارداريسكو و الناخب المهدي بلمجدوب و إلتحق بالمنتخب الوطني في السبعينيات و سجل حضوره لاعبا قويا ، مدافعا فنانا و ساهم في الفوز بلقب كأس أمم إفريقيا في دورة إثيوبيا سنة 1976 ، الكأس الوحيدة و الفريدة في خزانة كرة القدم الوطنية التي تترجم قيمة قامات جيل ذهبي : الهزاز - بابا - الشريف - جواد أندلسي - كلاوة - العربي - مجاهد - أبوعلي -ظلمي - الزهراوي - التازي - الكزار - فرس - اعسيلة - حدادي - سماط …
و بعد ملحمة ال كان 1976 إنتقل المهدي إلى الرجاء بتوجيه من رفيقه اللاعب محمد عبد العليم بينيني و المدرب عزيز قباج و رئيس الرجاء الأستاذ عبد الواحد معاش ، و عاش المهدي في الرجاء محطة أخرى في المسار رفقة جواد - عبد الرزاق - بكار - فتاح - مخلص - العرابي - ظلمي - حسن …
و ظل المهدي عاشقا ل الكرة ، و سار على خطوات الرواد مهووس بالمواهب يتقب عن المواهب و يؤطر مساهما في صناعة الأجيال في الحي المحمدي و عين السبع و غيرهما ، و ظل موزعا بين البيت و المكتب و الملعب محملا بالمبادئ و قيم التربية و الصدق و الوفاء ، هو الأب الملتزم بواجب الأسرة حيث الزوجة الفاضلة و الأولاد : ياسين - إسماعيل و زينب و الإرتباط بإخوته و كذا الأصدقاء في مجالات الشغل و الكرة و المحيط ….و في صيف 2017 كان ضمن لائحة أعدتها مؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين لأداء مناسك الحج ، لائحة ضمت ظلمي ،- توفي قبل الموعد - أبوعلي - بينيني …
و لن أنسى كيف عاش المهدي لحظات الإرتفاع الروحي منتشيا بفوز فريقه الأم الطاس بكأس العرش و لم يخفي البهجة و إنتظاره الإنجاز في حياته و ترجم النشوة معنا في الأستوديو ب ال M F M في حضور الكأس و فعاليات الطاس .
السي المهدي فريد زمانه لاعب مدافع تميز بأدواته الفنية الرفيعة يؤدي الواجب بتفان و سخاء و نكران ذات ، هادئ ، قوي في صمته من طينة ظلمي ، البيتشو ، بينيني - بكار - الحداوي - نومير - بؤسا - عبد الخالق - اعسيلة - فرس و غيرهم …
و في غفلة منا و من الزمن ، المهدي في غرفة العملية يضمد الجراح ، و ننتظره في الأماكن التي تستحم بطلعته خطفه الموت و غيبه !!!
تعازينا الصادقة إلى عائلة ملوك و الطاس و الرجاء و مدار كرة القدم الوطنية …
السي المهدي. . وداعا أيها الرياضي … اللاعب الفنان و الإنسان …. أنت في القلب و في الذاكرة …
/ محمد أبوسهل /