لم تكن قصة اللاعب الجزائري وأفضل لاعبي كأس العرب فيفا قطر 2021 ،يوسف بلايلي، مجرد قصة لاعب عادي في عالم الساحرة المستديرة، بل هي رواية تحكى إلى ما لا نهاية وتؤلف لأجلها مئات الحلقات.
عاش نجم اتحاد العاصمة وابن وهران الباهية، محنة شديدة كادت أن تنهي مسيرته مبكرا جدا، حين وقع في المحظور والمنشطات، ليبتعد لنحو عامين عن ممارسة معشوقته كرة القدم، وليعيش أيام وأشهر بل وسنوات سوداء بكل المقاييس.
بدأ بلايلي مشواره مع مولدية وهران، وهنا لمع وقدم أداء مذهل جعله محط متابعة كبيرة، حتى خطفه الترجي عام 2012 ولكن سرعان ما غادر نتيجة خلافات مع ادارة المكشخة، ثم عاد يجر أذيال الخيبة نحو الدوري الجزائري من جديد مع اتحاد العاصمة وهنا تلألأ وقدم أداء غير طبيعي.
ولم تكن سنة 2015 عادية في مشوار بلايلي، حيث سقط في فخ المنشطات ليعاقب بعدم ممارسة أي نشاط رياضي لمدة 4 سنوات، قبل أن تخفف المحكمة الرياضية عقوبته إلى سنتين فقط.
و تسارعت الأحداث وكثُرت العناوين وكان الاتحاد الجزائري لكرة القدم يخطط لسجن يوسف بلايلي لمدة عامين، لكن العقوبة الأخيرة كانت من قبل الاتحاد الأفريقى، وهي إيقاف اللاعب، ليعنون الجميع نهاية مسيرة بلايلي مبكرًا حتى أنه فكر في الاعتزال.
عاد البلايلي من جديد بعزيمة كبيرة حتى صار لاعبا في رياضة وشغل رفقة والده ومشاركا في الدورات الرمضانية، ليبدأ مشوارا جديدا من بوابة أنجيه الفرنسي لكنه فشل مرة أخرى، ليغادره ويخطفه الترجي من جديد صيف 2018 وسط تخوفات كبيرة من فشله من جديد مع شيخ الأندية التونسية، ولكن فجر المفاجأة وظهر بمستويات عالية جدا ليقود الترجي إلى الزعامة الإفريقية لموسمين متتالية 2018 و 2019 ليدخل قلوب الترجيين ويصبح نجمهم المفضل.
واستمرت انتفاضة بلايلي دوليا بعد الترجي، ليحظى بمكان أساسي بشكل مفاجئ مرة أخرى في تركيبة المدرب الجديد أنذاك جمال بلماضي، ليراهن عليه وسط معارضة الكثيريت، لينجح فس تقديم مستويات فاقت التوقعات ليقود الخضر إلى التتويج بكأس أمم إفريقيا مصر 2019 ثم يتأهل معه إلى الدور الحاسم المؤهل إلى كأس العالم قطر 2022، ويصل بالجزائر قبل أيام إلى نهائي كأس العرب قطر 2021.