حتى وإن رأوا كل شيء، وعرفوا كل شيء، ما زالوا متعطشين للمزيد. الفرنسي كريم بنزيمة، الإيطالي جورجو كييليني، الألماني مانويل نوير، البرتغالي بيبي، والتركي بوراك يلماز: جميعهم عبر الثلاثين من العمر لكنهم ينتظرون بطولة كأس أوروبا المقبلة بشهية الذئاب.
كريم بنزيمة العائد
فاجأت عودته عالم كرة القدم. فقد استدعي بنزيمة (82 مباراة دولية، و27 هدفاً) إلى تشكيلة المنتخب الفرنسي للمرة الأولى منذ العام 2015، بعد طرده بسبب نزاعاته القضائية.
في سن الثالثة والثلاثين، اكتسب بنزيمة مزيداً من النضج والمسؤولية في ريال مدريد الإسباني، حيث كان القائد المهاجم بلا منازع منذ رحيل البرتغالي كريستيانو رونالدو في 2018.
موسمه الممتاز (30 هدفاً في كل المسابقات) يضعه بين نخبة الهدافين الأوروبيين، وقدرته إشراك اللاعبين الآخرين تعد بعلاقة قوية مع كيليان مبابي وأنطوان غريزمان. لكن بنزيمة خرج مصابا من مواجهة بلغاريا الودية الثلاثاء قبل أسبوع من انطلاق البطولة.
يبقى أن نرى ما إذا كان هذا الاستدعاء لن يكسر دينامية أبطال العالم، الذين قد يشعر بعضهم، على غرار أوليفييه جيرو، بالغضب من عودة مهاجم النادي المدريدي.
جورجيو كيليني صخرة الدفاع
حزمه وقساوته في المبارزات جعله كابوساً للعديد من المهاجمين. ولا يزال جورجو كييليني (107 مباريات دولية، و8 أهداف) موجوداً في السادسة والثلاثين من عمره لإخافتهم.
بعد فترة طويلة من الإصابة، استعاد قلب الدفاع مكانه مع يوفنتوس، وكذلك في المنتخب الإيطالي الذي يستعد معه للعب بطولة كأس أوروبا الرابعة في مسيرته، إحداها حين خسر في النهائي أمام إسبانيا عام 2012.
قد تكون هذه البطولة آخر لقاء لـ"برج بيزا المائل" مع الـ"ناسيونالي" الذي استلم شارة قيادته منذ اعتزال جانلويجي بوفون دولياً عام 2018.
ويبقى أيضاً أن يقرر مستقبله في النادي، حيث ينتهي عقده مع يوفنتوس في نهاية حزيران/يونيو.
مانويل نوير السور الصلب
هو أيضاً مصدر خوف للمهاجمين ولكن بأسلوب آخر. سيكون حارس المرمى مانويل نوير (100 مباراة دولية) مرة أخرى الحصن الأخير لألمانيا التي تبحث عن تعويض في كأس أوروبا 2020.
بعد خروجه من دور المجموعات في كأس العالم 2018 في روسيا، ما زال بإمكان الـ"مانشافت" الاعتماد على قائده (35 عاماً)، وهو الذي أحدث ثورة في مركزه في العام 2010 من خلال السماح لنفسه بالخروج لمسافة 30 أو 40 متراً من مرماه.
لبطل العالم 2014 سلطة على زملائه. أسلوبه؟ الهدوء المطلق. نبرته متسقة أمام الميكروفونات ولكن تحليله لأداء فريقه حاد.
يقول عنه المدرب يواكيم لوف "مانو ضمن فئة خاصة به، لا يصدّق". لذا، فالاعتماد عليه كبير للتأهل من المجموعة السادسة الصعبة مع فرنسا والبرتغال.
بيبي المنضبط حديثاً
يتألق بيبي (114 مباراة دولية و7 أهداف) بشكل متواصل مع بورتو البرتغالي، ويتقدم في عمر الثامنة والثلاثين لخوض واحدة من آخر معاركه: الدفاع عن اللقب الأوروبي للبرتغال.
لا يزال البرازيلي الأصل مدافعاً مخيفاً وصارماً، ويبدو أن لا تأثير يذكر لعمره، على غرار مواطنه وصديقه وزميله في ريال مدريد كريستيانو رونالدو (36 عاماً).
وإلى جانب ذلك، يظهر الآن هدوءاً وانضباطاً صارماً أتاح نسيان صورته كلاعب عنيف.
سر استمراريته؟ أجاب بيبي المرتبط بعقد مع بورتو حتى 2023 "العمل والكثير من الشغف، أحب ما أفعله".
يلماز سلاح تركيا
التحق التركي بوراك يلماز (67 مباراة دولية و29 هدفاً) بالمنتخب بكامل جاهزيته، بعدما كان اللاعب المفتاح لليل الفرنسي في فوزه بلقب الدوري الشهر الماضي.
إلى جانب 16 هدفاً سجلها في "ليغ 1"، أضاف الـ"كرال" (الملك بالتركية) هدفاً ضد مولدافيا في مباراة ودية الخميس (2-صفر).
في سن الخامسة والثلاثين، سيتذوق يلماز أول مسابقة كبرى له مع تركيا، بعد أكثر من خمسة عشر عاماً من أول مباراة له باللونين الأحمر والأبيض، في 12 نيسان/أبريل 2006 ضد أذربيجان (1-1).
بعد مسيرة متقلبة مع المنتخب، قد يدق جرس العودة إلى المستوى المعهود هذا الصيف للاعب فنربهتشه وغلطة سراي وبشيكتاش السابق، ولتركيا أيضاً التي غابت عن مونديال 2018.