أداء ضعيف للمنتخب الوطني في العديد من المباريات آخرها مع نظيره الأمريكي، نزاعات و تصفية حسابات شخصية مع اللاعبين و خرجات إعلامية استفزازية و غير مسؤولة كلها عوامل أدت إلى الإستغناء عن خدمات البوسني خليلوزيتش و فرضت التعاقد مع مدرب له دراية كافية بمحيط المنتخب وتصور شامل حول الخيارات البشرية التي يمكن الاعتماد عليها في حدث بارز من قبيل كأس العالم، وهو ما قوى حظوظ ابن الدار وليد الركراكي لخوض هذا التحدي الصعب، رغم كل الإكراهات التي قد يواجهها بسبب ضيق الحيز الزمني الذي يفصل عن انطلاق مونديال قطر، المبرمج تنظيمه شهر نونبر المقبل.
" إم إف إم سبور" ترصد أربعة مميزات نصبت وليد الركراكي مدربا للأسود:
التألق و التجربة :
هو أسد سابق من أسود الأطلس، كشر عن أنيابه من أجل حمل قميص المنتخب الوطني رسميا سنة 2004، و اختير في أول مشاركة له في نهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم في تونس، كأحسن ظهير أيمن في البطولة، وحل رفقة أسود الأطلس وصيفا لنسور قرطاج، ليكسب حب المغاربة.
و في عام 2012، اقتحم عالم التدريب كمساعد للناخب الوطني رشيد الطاوسي الذي ساعده في مهامه التدريبية لسنة كاملة قبل أن يظهر على شاشة “بي إن سبورت” كمحلل رياضي لها. إذن فوليد هو ابن الدار له دراية كافية بمحيط المنتخب.
وبعيدا عن تجربته مع المنتخب الوطني لا يمكننا الحديث عن وليد الركراكي المدرب، دونما الحديث عن مسار حافل بالألقاب، آخرها لقبين رفقة فريق الوداد الرياضي، حمل لقب عصبة الأبطال الافريقية، وتوج فيه الفريق الأحمر بطلا بالدوري الإحترافي المغربي، و سبق و أن قاد الفتح الرباطي إلى التتويج بكأس العرش سنة 2014، والدوري المغربي سنة 2016، كما توج بالدوري القطري مع فريق الدحيل ،بالإضافة إلى تتويجه بلقب أفضل مدرب لعام 2015.
التواصل و التعامل مع اللاعبين :
لا أحد ينكر أن الركراكي غير ملامح الوداد الرياضي وأكد على أهمية دعم المنتوج المحلي،لم يعتمد الركراكي على وجود أسماء من العيار الثقيل في الفريق بقدر ما اعتمد على توظيف اللاعبين بشكل جيد و إخراج أفضل ما فيهم،و ليست هذه المرة الأولى الاي يعتمد فيها الركراكي هذا الأسلوب ،فسبق و تعامل بنفس الطريقة مع فريق الفتح الرباطي و الدحيل القطري .
و تجدر الإشارة إلى أن وليد يلعب على الجانبين النفسي والذهني للاعبين، إنه رجل تواصل مبدع، هو صريح وواضح وصارم ولين يعرف متى ينتقد لاعبيه ومتى بشجعهم ومتى يدافع عنهم، لا يخلط الأوراق في تعامله مع اللاعبين بين ما هو شخصي و مهني.
و يمتلك الركراكي رؤية خاصة به في التعامل مع المستطيل الأخضر، ولمسة سحرية خاصة لإدارة غرفة ملابس أي فريق بحنكة و خلق أجواء من الأخوة و التعاون بسهولة بين اللاعبين و ربط علاقات طيبة بهم خارج أرض الملعب.
الشعبية واحترام الجماهير :
ولا ننسى الشعبية التي يحظى بها الركراكي لدى الجماهير المغربية، والعلاقة الطيبة التي تربطه بهم، وليد يحترم جمهوره و زملائه، يحسب جيدا خرجاته الإعلامية و تصريحاته و آخرها كانت رسالة وداع مؤثرة لجمهوره، اعترف فيها الركراكي بفضلهم في دعم و مساندة الفريق ولم يستثن من الشكر المسؤولين و الطاقم التقني والطبي والإداري للفريق .