ليست هي المرة الأولى التي ينافس فيها المغربي ياسين بونو،حارس مرمى فريق إشبيلية الإسباني، كبار القوم من حراس المرمى العالميين، فسبق لبونو أن نافس على جائزة "زامورا"، التي تُمنح لأفضل حارس مرمى في الدوري الإسباني لكرة القدم و فاز بها وأصبح بذلك أول عربي يفوز بجائزة من هذا العيار .و بذلك بصم بونو، اسمه في قائمة الحراس الأكثر حفاظا على نظافة شباكهم ، و أبان على أنه قفاز ذهبي من قامة الكبار .
إلا أن نجاح بونو و وصوله إلى العالمية و منافسته لكبار الأسماء ليس وليد الصدفة، بل هو نتاج لقرارات جريئة اتخدها حامي عرين منتخب "أسود الأطلس"، في مرحلة من مشواره المهني.
لا أحد ينكر أن بونو حارس مرمى موهوب، حيث كان لا يجد صعوبة في إقناع مدربيه باحترافيته وقدراته الكبيرة، فتنبأ له الكثيرون بمستقبل زاهر، و لقبوه بالزاكي الجديد و أجمع كل من لعب إلى جانب بونو، على تفانيه و مثابرته في التدريبات منذ بداياته في المغرب، مروراً بجميع المحطات، ووصولاً إلى تجربته الحالية مع فريق إشبيلية الإسباني .لكن بالرجوع إلى بدايات بونو و الطرق التي سلكها خلال مشواره المهني، نرى جليا أن السر وراء نجاح ياسين بونو ،هو قراراته الجريئة و المدروسة، فبعد أن أصبح حارساً ثانياً في فريقه السابق الوداد الرياضي و صنع لنفسه إسما داخله، قرر و بدون تردد في سنة 2012 أن يطرق بابا جديدا في مشواره الكروي و لو بمستحقات مالية أقل مما كان يتقاضاه مع الفريق "الأحمر"،حينها وقّع عقداً مع الفريق الرديف لنادي أتلتيكو مدريد، قرار يبدو للوهلة الأولى غير منطقي، إلا أن ذكاء بونو و رغبته في اكتساب تجربة جديدة تفتح له آفاقاً أكبر، عوض التركيز على المال خلال بداياته هما ما دفعاه إلى اتخاد هذا القرار .
و بالفعل، حصل ما خطط له بونو، فسرعان ما بدأ بالإنتقال من فريق إلى آخر، إما بنظام الإعارة أو البيع، بين أندية ريال سرقسطة وجيرونا، قبل أن يحطّ الرحال في إشبيلية، ورَاكَم صاحب 31 سنة تجارب و خبرة ، لم يكن ليراكمها لولا جرأته و ذكاءه في اتخاد قراراته.
و تجدر الإشارة إلى أن بونو اليوم، يتصدر قائمة المرشحين للفوز بجائزة "ياشين"، لأفضل حارس مرمى في العالم، للموسم الرياضي 2021/2022 و هو العربي الأول الذي يرشح لهذه الجائزة والثاني إفريقيا.