وداعا زهرة ...وداعا أم البطلة نوال .

وداعا  زهرة ...وداعا أم البطلة نوال .
19 أكتوبر 2021
محمد أبو السهل
10:03
غيب الموت زهرة جمال والدة البطلة نوال المتوكل ،و سلمت الفقيدة الروح لباريها مساء الجمعة عن سن السادسة و سبعين سنة بعد فترة قاومت فيها الوهن و المرضو في رحيل زهرة نودع إمرأة مغربية من الجيل الذي عاش مرارة الحماية و إبتهج بفجر إستقلال البلاد

  • زهرة من مواليد يناير 1935 من عائلة بيضاوية محافظة أصيلة ، عشقت الرياضة في الشباب و مارست الكرة الطائرة ، و إرتبطت بزوجها السي محمد و قد مارس بدوره رياضة الجيدو و كونا أسرة تعزز ت بثلاثة أولاد ، فؤاد - سعيد - كريم - و بنتين نوال و وفاء و حرص الوالدان على تحضيرهم للحاضر و المستقبل بطقوس التربية و القيم النبيلة، و إقتحمت نوال مدار ألعاب القوى بحب و إصرار إعتمادا على موهبتها و مؤهلاتها و بدعم الوالدين و تحولت إلى التنافس الدولي مطلع الثمانينيات و للأسف فارق والدها الحياة في حادثة سير مفجعة ثمانية أشهر قبل تتويجها بذهبية الألعاب الأولمبية في غشت 1984 و بقي ثقل العائلة على زهرة الوالدة لتكمل المهمة و الرسالة ، و إستمرت ، هي الأم المحملة بالحنان الراعية ، الحامية ، الموجهة ، و المنخرطة في أحلام الأولاد و عبر نوال شدها الميدان الرياضي حيث ظلت تتردد على التظاهرات، قريبة من جيل نوال ، بطلات و أبطال ، تعيش أجواء المسابقات و ميلاد نجوم ألعاب القوى و التفاعل مع النتائج الرفيعة .و على غرار نساء و رجال ذاك الزمن الجميل الحالم بصناعة المجد ، ساهمت زهرة في تهيئ نوال لم تحرمها من حرية ممارسة التنافس الرياضي بل تكتلت مع مؤطريها ، ترافقها بالدعم الأسري ، النفسي و المعنوي و عاينتها عن قرب تبرز و تنمو بطلة إستثنائية ، فريدة زمانها ، أول إمرأة عربية و إفريقية تنتزع ذهبية في الألعاب الأولمبية و عاشت زهرة لحظات الإرتفاع الروحي و السعادة مع بنتها نوال في الشموخ رياضيا و حياتيا

  • هكذا هي زهرة جمال كما عرفتها، من عائلة عريقة في الدار البيضاء والمحيط ،إمرأة آمنت بالواجب في الشغل و في البيت ، سيدة من طينة خاصة حملت قضية الأسرة و ترجمت في حياتها معاني الصبر و التضحية و نكران الذات ، عاشقة للوطن ، متواضعة في كبرياء أم نوال - أم البطلة ، الفاعلة الجمعوية، الوزيرة ، و الوالدة المرتبطة بالرياضة هي الذاكرة و الرمز و الإنسانة الرائعة رحلت في صمت و هدوء و كبرياء ، مغربية أنذرت حياتها ل العائلة مؤمنة بالواجب الإيجابي ، و المرأة التي تنجب نمودج نوال لا تموت
    و الرجال و النساء - الأسلاف - الذين صنعوا الأجيال على إمتداد التاريخ لا يموتون
    وداعا زهرة أم نوال لن ننساك .
بنسلطان يريح لاعبيه بعد الهزيمة الثقيلة أمام أولمبيك أسفي
بنسلطان يريح لاعبيه بعد الهزيمة الثقيلة أمام أولمبيك أسفي
للتفاعل مع هذا المقال

أخبار ذات صلة

أخر الأخبار
تواصلوا معنا
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram