غيب الموت زهرة جمال والدة البطلة نوال المتوكل ،و سلمت الفقيدة الروح لباريها مساء الجمعة عن سن السادسة و سبعين سنة بعد فترة قاومت فيها الوهن و المرضو في رحيل زهرة نودع إمرأة مغربية من الجيل الذي عاش مرارة الحماية و إبتهج بفجر إستقلال البلاد
- زهرة من مواليد يناير 1935 من عائلة بيضاوية محافظة أصيلة ، عشقت الرياضة في الشباب و مارست الكرة الطائرة ، و إرتبطت بزوجها السي محمد و قد مارس بدوره رياضة الجيدو و كونا أسرة تعزز ت بثلاثة أولاد ، فؤاد - سعيد - كريم - و بنتين نوال و وفاء و حرص الوالدان على تحضيرهم للحاضر و المستقبل بطقوس التربية و القيم النبيلة، و إقتحمت نوال مدار ألعاب القوى بحب و إصرار إعتمادا على موهبتها و مؤهلاتها و بدعم الوالدين و تحولت إلى التنافس الدولي مطلع الثمانينيات و للأسف فارق والدها الحياة في حادثة سير مفجعة ثمانية أشهر قبل تتويجها بذهبية الألعاب الأولمبية في غشت 1984 و بقي ثقل العائلة على زهرة الوالدة لتكمل المهمة و الرسالة ، و إستمرت ، هي الأم المحملة بالحنان الراعية ، الحامية ، الموجهة ، و المنخرطة في أحلام الأولاد و عبر نوال شدها الميدان الرياضي حيث ظلت تتردد على التظاهرات، قريبة من جيل نوال ، بطلات و أبطال ، تعيش أجواء المسابقات و ميلاد نجوم ألعاب القوى و التفاعل مع النتائج الرفيعة .و على غرار نساء و رجال ذاك الزمن الجميل الحالم بصناعة المجد ، ساهمت زهرة في تهيئ نوال لم تحرمها من حرية ممارسة التنافس الرياضي بل تكتلت مع مؤطريها ، ترافقها بالدعم الأسري ، النفسي و المعنوي و عاينتها عن قرب تبرز و تنمو بطلة إستثنائية ، فريدة زمانها ، أول إمرأة عربية و إفريقية تنتزع ذهبية في الألعاب الأولمبية و عاشت زهرة لحظات الإرتفاع الروحي و السعادة مع بنتها نوال في الشموخ رياضيا و حياتيا
هكذا هي زهرة جمال كما عرفتها، من عائلة عريقة في الدار البيضاء والمحيط ،إمرأة آمنت بالواجب في الشغل و في البيت ، سيدة من طينة خاصة حملت قضية الأسرة و ترجمت في حياتها معاني الصبر و التضحية و نكران الذات ، عاشقة للوطن ، متواضعة في كبرياء أم نوال - أم البطلة ، الفاعلة الجمعوية، الوزيرة ، و الوالدة المرتبطة بالرياضة هي الذاكرة و الرمز و الإنسانة الرائعة رحلت في صمت و هدوء و كبرياء ، مغربية أنذرت حياتها ل العائلة مؤمنة بالواجب الإيجابي ، و المرأة التي تنجب نمودج نوال لا تموت
و الرجال و النساء - الأسلاف - الذين صنعوا الأجيال على إمتداد التاريخ لا يموتون
وداعا زهرة أم نوال لن ننساك .