غاندي ل"إم إف إم": تسيير الوداد كارثي وتركيبته عقيمة تكتيكياً"

25 فبراير 2022
إم. إف. إم
13:42
في العاشر من غشت 2021 الماضي، كانت فئة عريضة من أنصار نادي الوداد الرياضي متحمسة لتعاقد ناديهم مع المدرب وليد الركراكي، ووضع قطيعةٍ مع عمل التونسي فوزي البنزرتي الذي أشرف على تدريب الفريق في 3 مناسبات متفرقة، وبينهم، تعاقبت أسماء تلو الأخرى، لكن بقي التألق الودادي "ماركة مسجلة" لا يملك حقوقها سوى ابن تونس الخضراء.

النفاتي والزرهوني يقودان هجوم الرجاء أمام الجيش الملكي
النفاتي والزرهوني يقودان هجوم الرجاء أمام الجيش الملكي

الركراكي الذي قضى فترة قصيرة مع الدحيل القطري، استلم مفاتيح الوداد، وسكة البدايات كانت في المسار الصحيح، قبل أن تأتي مواجهة فريقه السابق الفتح الذي انهزم ضده بثلاثية، ليرتفع منسوب الإنتقادات حول أسلوب لعبه. توالت المباريات بعدها، إلى أن جاءت مباراة بيترو أتليتيكو في دوري أبطال أفريقيا، ثم مباراة حسنية أكادير يوم أمس الاربعاء، ليظهر فيهما من جديد الخلل مكشوفاً وموثقاً بالبرهان الجلي.


وفي هذا الصدد، أجرى موقع "إم إف إم سبور" حواراً مع لاعب الوداد الرياضي سابقاً إحسان غاندي، في محاولة لسرد الأسباب الموضوعية التي جعلت من الوداد الرياضي سفينة تتلاطمها أمواج "النتائج السلبية".

برتغالي ينضم للطاقم التقني للرجاء
برتغالي ينضم للطاقم التقني للرجاء

واعتبر غاندي أن الفراغ المؤسساتي والتسيير الإنفرادي الذي عرفته الوداد لسنوات طويلة هو سبب مباشر لما يحصده النادي من نتائج سلبية، إذ قال: "إن غياب لجنة تقنية وإدارية تدير شؤون النادي تسببت للأخير في متاعب عديدة، النادي يحتاج إلى لجنة مكونة من أطر ذوي خبرات رياضية عالية، مع إشراك لاعبين سابقين فيها لإدارة شؤونها في شقها "التقني"، لكن طيلة هذه السنوات، النادي تعود على انتداب لاعبين بشكل عشوائي دون أدنى مراعاة لمراكز الخصاص، وبالتالي كان من الطبيعي أن نراهم يتجهون للهيئات والمحاكم الرياضية الدولية لفك نزاعاتهم مع الفريق. هذه اللجنة كانت ستدرس كذلك السير الذاتية لكل المدربين الذين تعاقبوا على تدريب النادي خلال السنوات الأخيرة، واختيار إسم يتماشى مع منظومة الفريق، وتاريخه وأسلوب لعبه، لكن إدارة النادي كانت تعيين مدربين وكل واحدٍ منهم يشتغل حسب هواه، وفي الأخير، كانوا يسلكون كذلك طريق الفيفا ومحكمة التحكيم الرياضي.
وأضاف المتحدث ذاته: "هذه التراكمات أثرت بشكل كبير على سمعة النادي وعلى ميزانيته، ما دفع الفيفا لفرض عقوبة على الوداد ومنعها من إبرام صفقات جديدة في الميركاتو الشتوي الفارط، كون الطريقة التي يسير بها الفريق عشوائية بكل المقاييس.


وعن هزيمة الوداد ضد بيترو أتليتيكو في دوري أبطال أفريقيا، وطريقة إدارة الركراكي للمباراة، قال غاندي: "إن إنطلاقة الركراكي مع الوداد كانت قوية، حيث نجح النادي في الفوز في أغلب مباريات الشطر الأول من البطولة لكن أداء الفريق لم يكن بقدر النتائج المحققة، وما لم يفطن له المدرب هو أن منافسيه أعدوا عتادهم له جيداً في الشطر الثاني. الركراكي يعلم أن الوداد ليس بالفريق الذي يعاني كثيراً كي يتوج بالبطولة، ويدرك تماماً أن ما تنتظره منه الجماهير هو الفوز بدوري أبطال أفريقيا. في مباراة بيترو، ظهر خلل كبير في منظومة لعبه، وشاهدنا كذلك أن مستوى بعض اللاعبين ضعيف مقارنة بالنسق العالي لمباريات دوري الأبطال، وبالتالي كان عليه أن يطور من مستوى فريقه، خاصة وأن خططه أصبحت مكشوفة لكل الفرق، حيث أضحى من الواضح أن الوداد يعاني في وسط ميدانه ودفاعه، الشيئ الذي أحسنت استغلاله الكتيبة الأنغولية بالتمريرات القصيرة، واللعب في ظهر مدافعينا".

غياب وحيد في قائمة الجيش الملكي لمواجهة الرجاء بدوري الأبطال
غياب وحيد في قائمة الجيش الملكي لمواجهة الرجاء بدوري الأبطال

وبخصوص مواجهة حسنية أكادير، واصل غاندي حديثه عن الركراكي قائلاً: "إن وليد قام بمغامرة دفع ثمنها في الأخير، كيف يعقل أن يتم تغيير كل المدافعين الأساسيين والإبقاء على أشرف داري فقط، واستبدال كذلك التغناوتي بالسيودي والزج بتسومو وحيداً في خط الهجوم؟ إذا كان الركراكي فضل إراحة اللاعبين لمباراة الزمالك، فأنا أقول إنه كان من الأفضل تدبير كل مباراة على حدى، والفوز في كل واحدة منهما.


وعن مباراة الوداد الرياضي والزمالك تابع غاندي حديثه: "المباراة ستكون صعبة، لكن الأفضلية تبقى للزمالك، هناك العديد من النقاط التي يتفوق فيها الفريق المصري على الوداد، أسلوب لعب كارتيرون واضح، والفريق يجيد اللعب على أطراف الملعب، بالإضافة لسلاسة خروج الكرة بين خطوطهم وتمكنهم من الإستحواذ على الكرة في فترات متفرقة من المباريات، وحتى إن سجلت عليهم، ردة فعلهم دائماً تكون إيجابية. الوداد يفتقد للتنشيط الهجومي مع الحفاظ على الكرة، والتحول السريع من الدفاع إلى الهجوم، زد على ذلك معاناة الفريق الكبيرة دفاعياً، خاصة في ظل غياب كومارا، والركراكي مازال يشك في العديد من الإختيارات، والأمر واضح حينما يبدأ اللقاء بخطة "4-1-4-1" ثم ينتقل إلى خطة "4-2-3-1". تركيبة الوداد البشرية الحالية لا تعرف ما لها وما عليها، وبعض اللاعبين يعانون حتى في مراكز لعبهم، ولكي نكون صريحين، المدرب لا يمكن أن يحسن من مردودهم وأغلبيتهم يلعبون دون أجور وعلى أرضية متشنجة، عقلية اللاعب المغربي معروفة، ولا تنتظر منهم اللعب دون أجور وعلاوات، واقع الحال يقول إن التأهل لدور الربع سيكون إنجازا هذا الموسم.


وختم إحسان غاندي حديثه عن الحصيلة التي حققها الركراكي منذ التحاقه بالوداد: "الركراكي يعاني من خصاص في عدة مراكز، وعلى النادي انتداب أظهرة دفاعية، وصانع ألعاب مجرب، وكذلك أجنحة هجومية، لكن مع ذلك، على الركراكي التأقلم مع هذا الوضع الذي يشتغل فيه وحيداً، وخلق توليفة جيدة ينافس بها على لقب البطولة، والذهاب بها إلى أبعد مدى في دوري الأبطال، مع التركيز على الأداء الجيد، لخلق هوية واضحة للفريق تمكننا من نقلها إلى كل الأجيال التي ستتعاقب على حمل قميص النادي، الكل ساند ويساند الركراكي منذ التحاقه بالفريق من جمهور ولاعبين قدامى، لأننا نعرف أن إنشاء منظومة جيدة قد تتطلب العمل على مدار موسمين أو حتى ثلاثة".

للتفاعل مع هذا المقال

أخبار ذات صلة

أخر الأخبار
تواصلوا معنا
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram